花咲か爺

رجل الأزهار

كان يا مكان، في واحدة من قرى اليابان عاش رجل كبير في السن اسمه ” إشيرو” مع زوجته. كانا لطيفان وطيبان وحلوا الطباع  ورقيقا القلب. ولكن لم يكن عندهما أولاد ولذلك كانا يربيان الكلب “كوروشيرو” كأنه ابنهما. وأوليا “كوروشيرو” رعايتهما و”كوروشيرو” أيضا يحبهما كثيرا. وكان يعيش بجانبهما رجل آخر كبير في السن أيضا اسمه “ياسو” مع زوجته. ولكنهما كانا طماعان و وشريران وعصبيا المزاج  وحادا الطبع. وكان ياسو دائما يتنمر على الكلب ” كوروشيرو” .                                                                                                                                                                                               

في يوم من الأيام، كان “إشيرو”  اللطيف  يحرث الأرض و”كوروشيرو” معه. وفجأة جرى كوروشيرو  إلى  شجرة كبيرة في الحديقة ونقب كوروشيرو في الأرض.

قال الجد إشيرو:  “ماذا تريد يا كوروشيرو؟”

 ضحك إشيرو وبدأ يحفر الأرض وبعد قليل، سمع صوت ضرب شيء ولذلك استمر بالحفر ثم وجد أشياء تلمع تحت الأرض واكتشف  أنها كنز، و المجوهرات فيه كثيرة لدرجة أنهما سيعيشان حياة كريمة حتى الأجيال القادمة. 

ثم جاء ياسو الطماع، نظر إلى”كورو شيرو” و قال:  “هل من الممكن أن أستأجر كوروشيرو قليلا؟ حفيدي سيأتي وهو يحبه كثيرا”

رد عليه أشيرو اللطيف بحسن نية: “طبعا! “.

ابتسم  ياسو الطماع ابتسامةً  شريرة وسحب الكلب إلى حديقته و قال:”لا بدّ  أن نجد هناك كنزا في حديقتي أيضا! أين هو؟”

كورو شيرو بدأ يحفر الأرض وسمع صوت اصطدام بشيء ما، فقال ياسو الطماع : “تعالي هنا! يا زوجتي وجدنا كنز!!”

 حفر ياسو الطماع بسرعة ليجد الكنز  فإذا به حجارة وقمامة وحشرات، غضب ياسو . واستمر كورو شيرو بالحفر. 

وبعد قليل وجد شيئا ما مرة أخرى فقال الجد ياسو الطماع : “أخيرا! هنا! يا زوجتي وجدنا الكنز!!”

فإذا به شيء رائحته تشبه رائحة البيض العفن!

غضب  ياسو الطماع لدرجة أنه  رفع الفأس  وضرب به الكلب، وسرعان ما مات كورو. 

سمع  إشيرو هذا الخبر وناح: “خسارة!” 

واست زوجة إشيرو زوجها وكفكفا الدمع ونقلا الجثة ودفناها في القبر وغرسا شجرة صغيرة تحت القبر. 

الشجرة الصغير تحت القبر كبرت بسرعة وأصبحت شجرة عظيمة.  انفرجت أسارير إشيرو عندما رأى ذلك، وقال : “هذه هدية من كلبنا كوروشيرو!”  

وقطع الشجرة لصنع قدر خاص باستخدام هذا الخشب لعجن الأرز كي يصنع كعكة الارز، وضعت زوجة إشيرو  الأرز في هذا القدرالخشبيّ  ولم تلبث كمية الأرز أن ازدادت بغتة!! وبدأ يتدفق من القدر  حتى غمر المطبخ بالأرز!

ثم  جاء ياسو الطماع واستحسن “القدر الخشبيّ ” وقال:”هل من الممكن أن أستأجر هذا القدر قليلا؟ حفيدي سيأتي وهو يحب  كعكة الأرز!”

رد عليه إشيرو اللطيف بحسن نية ، كأنه نسى ما حدث في الماضي وقال: “طبعا! “

ياسو الطماع بدأ يصنع كعكة الأرز في القدر الخشبي. ولكن كمية الأرز لم تزدَاد أبدا!، بل خرج من القدر حجارة  قمامة حشرات مرة أخرى…

غضب ياسو الطماع حتى بلغ به الأمر أنه رفع الفأس وضرب به القدر الخشبي  وكسره ثم استخدم ياسو الخشب كحطب وأصبح رماد.  

و لحظة رأى اشيرو الرماد، ناح كثيرا وصاح:  “خسارة!” 

بصوت عال  كأنه صوت الرعد. 

واست زوجة إشيرو زوجها و كفكفا الدمع ونقلا الرماد ورجعا إلى البيت. 

حمل إشيرو الرماد إلى قبر الكلب كوروشيرو، وهبّ هواء دافئ لطيف . 

وتطاير الرماد راسماً لوحة جميلة على الأرض. وبعد ذلك، بدأت أزهار الأشجار تتفتح! شجرة الكرز و شجرة الأوس والتوليب!

 قال إشيرو  في ابتسام:. “كم هي جميلة!”

أصبحت حديقة اشيرو أجمل بالزهور المتفتّحة واللون الأخضر اليانع في وسط الشتاء!

إشيرو وزوجته كانا سعيدان جدا. وحمل إشيرو  الرماد ولف حول المدينة ونثر الرماد  ثم أزهرت الأزهار والورود في كل المدينة. 

بعد يومين، زار الملك هذه المدينة ووجد أن فصل الربيع قد جاء إلى هذه المنطقة.

 استوقف الملك الرجل وسأله: ” لا توجد ازهار حتى في حديقتي  لماذا هناك ازهار هنا؟”

رد الرجل: “هناك رجل غريب. يرمي الرماد فتزهر المدينة. والرجل يسكن هناك.”

الملك مشى قليلا بالحصان وأمر إشيرو قائلا: “ازرع الزهور”

قال إشيرو : “على رأسي”. ورمى الرماد وتفتحت ازهار شجر الكرز. 

استغرب الملك استغرب وقال: “الزهور تتألق في بلدي!” 

انتشى الملك و وهب إشيرو الكثير من الأموال.

بطبيعة الحال ياسو الطماع شاهد وسمع كل شيء حدث مع إشيرو اللطيف  وجمع الرماد من الأرض .

بعد يومين كان ياسو الطماع يمشي في الشارع حاملا الرماد، ومر الملك أمامه، وقال: “اه انت زارع الأزهار صحيح؟ يلا ازرع الزهور مرة أخرى وسأعطيك هدايا أكثر.”

رمى ياسو الطماع الرماد ولكن لم تزهر الأشجار الأرض أبدا بل تطاير الرماد ودخل في عين وأنف الملك والرجال حوله. غضب الملك وأخذه وأدخله في السّجن وحبسه لمدى الحياة. 

قال ياسو الطماع وهو يبكي في حزن وأسف:  “ما كان مني أن أتظاهر بأنني إشيرو اللطيف….كان يجب علي أن أعيش حياتي بشكل أفضل…أشعر بالأسف ولكنني أدركت ذلك متأخرا…”

ميزوكي كاساي